لم تعد قضية "من الذي استصنع هندسة فيروس كورونا في المعامل البيولوجوية" ثم أطلق عقاله عمداً أو عبر الخطأ هي الأساس راهنا؛ سواء كانت الولايات المتحدة بكل ما أحاط باتهامها ضمن نمطها الاستراتيجاوي في الحروب البيولوجوية؛ أو جمهورية الصين الشعبية وفق إلصاق التهمة في رقاب "خفافيشها" بيئة حاضنة للفيروس المتحول والمتوحش.

ولكن القضية الأساس كما تضمنتها هذه المتسلسلة من التدوينات الخمس السابقة تتلخص في السؤال حول من هو الذي سيحصد الغلال؟ أو من يلتهم "الكيكة"؟ وبالتعبير الشعبوي في الدارجة بمصر من:" اللي سَبَقْ وأَكَلَ اَلنَّبْق "؛ أي فاكهة "السدر" الغنية بالألياف والعناصر المفيدة للجسم.

*****

وفي واقع الأمر كما استمر نهج هذه التدوينات بالتركيز على الإشارة للمستفيد الحقيقي؛ والفاعل غير المعلن عنه والمختبئ خلف فعالية توظيف "فيرسة العالم"؛ فإن هذا المتهم الكامن في التضاريس هو "رأس المال العولموي"، سواء "الفرداني المستثمر" في قطاعات الصحة والدواء؛ أو إلى حد ما "رأس المال الدولاتي" المتنافس والمتصارع مع ذلك "الرأسمالوي المركزوي"، والذي بنيويا يقود نهج تطبيق "فكرة العولموية"؛ ليبسط يده على الكوكب؛ سوقا واحدة لمنتوجاته، ومخزنا للمواد الأساس للإنتاج، والعمالة الرخيصة التي بأجورها المنخفضة تعظم فائدته بالربحوية المقتصة من تكاليف الإنتاج.

هذا الرأسمال العولموي هو الذي ينبغي أن يكون محلاً لتوجيه أصابع الاتهام بكوارثية النهج الذي يسلكه سعياً لاكتناز وتعظيم ثروته. وإذا كان هذا الرأسمالوي يكتسب صفة "الإنسانوية" وهماً بالعمل في مجالات إنقاذ الناس، ومساعدتهم ظواهريا في العلاج من الأمراض التي تصيبهم؛ فإن المختبئ في هذا الحقل يصيب بالرعب أيضا؛ في ضوء أنه في العالم العربي والإسلامي لم يتم التركيز على تفكيك مسلكه المريب بتغليب الربحوية النهمة لديه بتوحش على النزوع الإنسانوي؛ لأنه "وهو يفعل الخير لا يغمض عينيه عن تحقيق الربحوية الفائقة"!!

*****

إن الوجدان الجمعوي في منطقتنا بكل تبعيتها الحضاروية؛ وتخلفها في إنتاج العلم والاستصناع والاستزراع؛ لا يتوقف لهنيهات قليلة للتفكر في ذلك النهج الذي يدير حياته ويتحكم في مقاليده؛ لأنه وجدان تواكلوي (من التواكل) جرت الهيمنة عليه منذ قرون طويلة فجعلته قدري التفكير، وفصلته عن فعاليته الخَلْقِيِّةِ في فعل تغيير الواقع؛ بدءا من إعادة التفكر العلموي في المستقرات الملتبسة، التي تمارس بسطوتها ذات القداسة المفتعلة حرمانه من التساؤل.

لذلك ليس من المدهش أن تجد خطابا غيبوبويا يأخذ بالعقول والوجدان إلى توجهات تواكولاوية؛ تكتفي فقط بالدعاء لإزاحة البلاء، أو بالنزوع إلى خرافة مشروب السموم المعروف ب "بول الإبل" علاجا ووقاء للإفلات من البلاء؛ وكأن الفيرسة الراهنة هي فعل ألوهي يستهدف الناس بغرض إعادتهم إلى الالتزام بالعقيدة مهما كان نوعها.

ولا يتوقف موظفو الوعظ فيما يسمى الدعوة الدينوية في كل العقائد عن جَرِّ الناس إلى هذا السرداب؛ والله في الحق والحقيقة برئ مما يقولون؛ لأنه جلَّ جلالُه لا يَخْلِقُ غير الحسن؛ فيما الشر هو من فعل الإنسان، والإمراض الفيروسوي الراهن وأشباهه الوباءوية هي الشر وفاعله الإنسان؛ وما يثبت ذلك هو فعل "فيرسة العولموية" بكورونا راهنا.

*****

إن "الفيرسة" التي يعيش العالم بذهنويته الجمعوية رعبها؛ وبسببها تتداعى إيقاعات الحياة في الدنيا كلها اقتصادا وعملا، هي فعل وقح يحدث؛ و"عين الله" تراقبه فقط؛ لأنها من فعل الإنسان المتوحش بشراهة؛ هي فعل إفسادوي من البشر، الذي قام بتأسيس تلك المعامل البيولوجوية لقراءة "الخرائط الجينوية" للكائنات الدقيقة؛ وتوظيفها في صراعاته السياسوية والعسكريتارية بالتلاعب في توازناتها؛ وكذلك بإعادة استزراعها في الكائنات الحية الوسيطة (الحشرات والطيور والحيوانات) تمهيدا لنقلها إلى الإنسان، إما لتدمير نظامه السياسوي المنافس، أو لتحويله إلى "بقرة حلوب" يمتص منها بتداعي عافيته المليارات ببرامج العلاج بالدواء.

*****

إن العقل العلموي التفكيكوي ينبغي بهدوء أن يقرأ الخريطة كلها؛ منفصلا عن الانفعالات الجمعوية بضغوط الفيرسة المصطنعة؛ ولا يغيب عنه سيناريو الصراعات العولموية المتلاحقة في الدورات متقاربة ومتلاحقة السنوات المرتبطة باستصناع متوحش فيروسوي أو ميكروبوي أو جرثموي؛ يقلب العالم في كل دورة رأساً على عقب؛ وفي النهاية "يشفط" بسببها مليارات المليارات من الدولارات؛ مقابل سقوط حتى بعض الملايين من البشر على مستوى العالم لترويج العلاجات والأدوية.

وما قراءة ظواهر الوبائويات المستجدة مثل "أنفلونزا الطيور" و"أنفلونزا الخنازير" و"السارس" و"ميرس" و"زيكا" و"حمى الضنك"، وما شابه إلا من هذه السيناريوهات العميقة وغير المتفكر فيها بعمق. فالكائنات المجهروية تبدو وكأنها منشغلة فقط طيلة دورات حياتها بتطوير نفسها قفزاً وخروجاً عن إيقاع التطور المألوف وفق دورات طارئة لتقتل الإنسان فقط.

إن قانون التطور الطبيعوي الحاكم لكل الموجودات على الأرض، قد يكون له وجود وفق قاعدة التراكم في الزمن؛ ولكن ما نراه من تحقيق طفرات جينوية غير متوقعة لابد وأن تكون بفعل فاعل حقيقي قائم في المعامل البيولوجوية؛ بتغيير الشروط البيئوية لتلك الكائنات؛ فتتحور بانتقالات جوهرانية مستجدة؛ لذلك على سبيل المثال يوصف "فيروس كورونا" بالمستجد؛ إذ أن أصله ثابت؛ أو جدوده وأباءه متواجدون.

ومن هنا ينبغي التوقف أمام منظومة الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والمتعلقة باستصناع "فيروس كورونا" في المعامل، وإطلاقه بالخطأ أو بالعمد؛ ليصبح فيروسا عولمويا؛ وينبغي كذلك ربط المسألة بالسيناريوهات المحيطة بهذه الفيرسة، مثل التدريبات الافتراضوية الاستباقوية – في إطار الحروب البيولوجوية – على نماذج لانتشار فيروس يقتل الملايين، مستمراً في دورته الوبائوية لمدة 18 شهراً قبل ظهور "جائحة –19 " الكورونية.

والأمر المرتبط بهذه الدورة المرسومة من القتل هو (18 شهرا)؛ حيث تعتمدها الإعلانات الترويجوية لفترة توقعات الوصول إلى اللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد؛ إذ تردد كل المصادر في المعامل البحثوية وشركات استصناع الدواء أن التوصل إلى العلاج، والبدء في تجريبه... لن يتحقق سوى بعد 18 شهراً أو أكثر؛ وهو ما تضمنته سيناريوهات التدريبات الإليكترونية التي سبقت إطلاق الفيروس(تمرين جامعة هوبكنز الفيروسوي أنموذجاً)!!

*****

وإذا كانت الصين أتاحت معرفة طبيعة "التسلسل الجينوي للفيروس" في قاعدة البيانات العامة للعالم؛ فإن شركات الدواء المعنية بإنتاج اللقاح المضاد ( في الولايات المتحدة والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا واليابان واستراليا) بدأت تسارع الخطو في تنافس لانتاج اللقاح؛ سعياً لإيقاف تواصل الجائحة؛ وتشكيل سوق كونية محدودة للترويج.

غير أن الظاهرة المستجدة، والمريبة في جهود السعي للحصول على اللقاحات المضادة لكورونا، هي كما تذكر التقارير الإعلاموية تشير إلى تقاعس وتباطؤ شركات الدواء الاحتكاروية العولموية الكبيرة والمعدودة على الأصابع عن الدخول في ذلك السباق.

إن العمل لا يتوقف في "معامل الأبحاث البيولوجوية" للقيام بما يفترض قيامها به من جهود البحث داخل معاملها، لأن هُناك من سيشتري ما توصلت إليه من نتائج؛ وهناك أيضا من يدعمها بالإنفاق على الأبحاث؛ وبالتالي فهي لن تخرج خاسرة من اللعبة.

لكن عملية استصناع اللقاح المضاد لفيروس كورونا بالنسبة لشركات الدواء العمولموية الكبيرة، فمحكومة بحسابات مدى وقيمة تواصل عمليات الربح وانعدام الخسارة، ومقدار العوائد المتحصلة ومدى ديمومتها المرتبطة بالطور الذي وصل إليه الفيروس؛ فهل سيتوقف أو يتحول وفق هندسته الجينيوية أو ينقرض؟ فلكل حالة حساباتها لدى الرأسمالوي العولموي.

*****

الرأسمالوي الدوائي العولموي لا يبني خريطة استثماراته المتوحشة إلاَّ على نوعية الداء الممتد والمتواصل والذي لا ينقطع؛ وإلا حقق تناقص وضمور الربحوية؛ وبالتالي فالاستثمار في لقاح فيروس من نوعية كورونا قد يكون منقطع التحول بدورة حياة قصيرة؛ فيعتبر استثمارا فاشلا، لأنه سينقطع؛ وبالتالي ستضمر حسابات تواصل الدورة الربحوية له. لذلك ماذا يستفيد الرأسمالوي العملاق من فيروس ستنتهي دورته الوبائوية بعد طور واحد بصيغة علاجوية واحدة؛ أو متنوعة؟ هذه المسألة لا تضمن له تدفقات ثرواتية هائلة لفترات طويلة، إلى أن يدخل الاستثمار الدوائي مجال دورة وباء جديدة؟!

وإذا كانت "منظمة الصحة العالمية" تتوقع أن تستغرق رحلة التوصل لإنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا عاماً على الأقل، فإن هذا التوقع سيصيب دول العالم بالرعب؛ بما أحدثه الفيروس وما سيحدثه من حالة اختلالات بنيوية في العالم كله؛ حيث لا يحتمل أحد نتائج وخسائر تلك الفترة؛ التي يصاب فيها الاقتصاد العولموي بالشلل الكبير؟

ولأن العقل الرأسمالوي الدوائي العملاق كما ذكرنا في بداية هذه التدوينة، يتحرك باستراتيجيات الربحوية المدروسة لديه والمقومة بمعيارية كم هي المتحصلات التي ستدخل خزائنه وحساباته؟ فلا مجال هنا للحديث عن أية قيم إنسانوية متوقعة من هذه الرأسمالوية العولموية فاحشة الثراء. لأنها لن تغامر استثماراتيا في دورة ربحوية منقطعة!!

ولعل ذلك المسلك يقف بقوة خلف ما ذكره انتقاداً الدكتور "أنتوني فوشي" مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة الاميركية حول غياب الشركات الدوائية الكبيرة في العالم عن المبادرة لدخول معركة البحث عن لقاح مضاد لفيروس كورونا بقوله: (هذا مسلك صعب جداً ومحبط للغاية ). والواقع أن ذلك الإحجام يكشف جشعوية كبار حيتان الدواء في العالم!!

لماذا؟ لأن شركات الدواء العملاقة مثل: "جلاكسو سميث كلاين" و"جونسون آند جونسون" و"ميرك" تتخلف عمدا لحسابات الربحوية الخاصة واستثماراتها عن التوجه للاستثمار في مواجهة فيروس جري ترويجه عولمويا؛ من منظور أن "حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر" لدى هذه الشركات؛ فصافي ما ستحصل عليه لا يتناسب مع ما قد تنفقه في مواجهة فيروس ربما يلقي مصرعة مبكرا وينتهي طوره بسرعة.

*****

وهنا تتحدد المخاطر في مسألة الوباء بالفيرسة؛ إذ تتحكم في منع وإحجام الاستثمارات الكبيرة لدى من يسمون "حيتان الدواء" في العالم عن الدخول في معركة إنقاذ العالم من الوباء المتربص؛ حيث أن الوزن الحاكم في المسألة الاستثماروية لا ينفلت من تأثيرات الضوابط في البورصة، وقيم الأسهم بربحويتها في أسواق المال العولموية.

فإذا أنفقت الشركة الكبيرة المزيد من استثماراتها في مواجهة وباء يمكن التوصل للقاح العلاج منه بسرعة، فقد لا تحصل على العوائد الفاحشة؛ فتختل موازينها الحساباتية، وينعكس ذلك على القيم المتغيرة لأسهمها في البورصات، ما يجعل قيمها السوقوية تضطرب؛ فتهتز إمبراطورياتها في عالم المال.

ولتلك الشركات الكبيرة نموذج يعيد التذكير بتهافت العوائد من برامج مواجهة فيروس السارس، حيث انقضت وباءويته في فترة قليلة؛ فتأثرت قيم أسهمها في أسواق المال، وفقدت بريقها الدافع للاستثمار بشرائها. لهذا السبب فإن "حيتان" عالم الدواء العولموية يفضلون الاستثمارات الكبير في مجالات الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وخلافهما من الامراض التي تمثل سوقا لها ديمومتها الاستهلاكوية الكبيرة؛ وكذلك في الأمراض ذات المخاطر الصعبة مثل أمراض الأورام ذات العوائد الكبيرة.

*****

وقد يتساءل البعض عن معنى هذه المؤاخذة الاتهاموية لشركات توفر العلاجات لأمراض الإنسان؟ ويصل للظن أن تفكيك هذا المسلك يحمل الإهانة لتلك الشركات ذات الهدف الإنسانوي. ولكن في عوالم تحركه الربحوية لا مجال للعواطف إلا لأصحاب "النوايا الطيبة".

إن التوحشوية في المسلك الرأسمالوي ثابت نفساني لدى الكثيرين في هذا العالم. وهنا لا اجتهاد مع ما ورد في كتاب " شرور شركات الأدوية Bad Pharma " الذي صفع به المؤلف " بن جولديكر Ben Goldacre " هذا القطاع الرأسمالوي العولموي الانتفاعوي المخيف.

فهذا الكتاب الفاضح يمثل وثيقة في منتهى الخطورة؛ لذلك أسوق بعض فقراته دليلاً يثبت صواب هذه القراءة التفكيكوية للعبة الرأسمال العولموي المتوحش مع خبث "فيرسة العالم"؛ والذي لا يقبل بغير عوائد ذات ديمومة ربحوية متواصلة بفحش؛ من سقوط الضحايا بكثرة تستجلب مليارات المليارات. ويذكر المؤلف في بعض فقراته:

** إن تلك الرأسمالوية الدوائية تتاجر بالمرض؛ وتسعى للتوسع في حدود التشخيص "لتُوسِّع سوقها، وتُقنع العامة بأن أية مشكلة اجتماعية أو مشكلة شخصية معقَّدة هي عبارة عن مرض؛ من أجل بيع أدويتها، لحل هذه المشكلة. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون المتاجرة بالمرض واضحةً وشنيعة".

** تتحكم هذه الشركات في قناعات الطبيب "بوصف دواءٍ معين من وجهة نظر شركة الأدوية، وسوف تفعل أي شيءٍ لكي يحدث ذلك". أي ما تسميه "رفع درجة الوعي بمنتَجها"، أو"مساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات"، ولكن الحقيقة هي أنها تريد رفع نسبة مبيعاتها.

** سوف "تُعلن هذه الشركات عن علاجها الجديد في الدوريات الطبية، بالتركيز على كل فوائده، وفي الوقت نفسه ستقوم بالتهوين من مخاطره، وتبتعد عن مقارنته بالأدوية المنافِسة له".

** تقوم هذه الشركات بإرسال مندوبيها لمقابلة الأطباء، والتحدث حول مزايا العلاج الذي تقدمه. "وسوف يُقدِّمون للأطباء الهدايا ويدعونهم إلى حفلات غداءٍ، ويحاولون إقامة علاقاتٍ شخصية معهم."!!

** مندوبو شركات الأدوية "حين يزورون الأطباء في مكاتبهم، يحاولون إقناعهم وجها لوجه بأن العقاقير التي تُنتجها شركاتهم هي الأفضل. وهؤلاء الأشخاص في الأغلب يكونون جذَّابين وصغار السن، كما أنهم يحملون هدايا للأطباء والوعود بعلاقة طويلة ومفيدة للطرفين مع شركاتهم"!!

** يمكن للشركات أيضاً "أن تُعطيَ أموالًا لمجموعات دعم المرضى، إذا كانت آراء وتقييمات هذه المجموعات تساعدها على بيع المزيد من العقاقير؛ ومن ثَمَّ تمنحها مكانةً ونفوذًا وحيزًا أكبر في السوق".

** يمكن لهذه الشركات "أن تدفع للدوريات الأكاديمية للموافقة على نشر أوراقٍ بحثية معينة، في صورة عائد الإعلان؛ وبالاستعانة بهذه الأوراق البحثية يمكنها أن تَلفت النظر إلى الأدلة التي توضح أن علاجها فعَّال، وربما أيضا توسع سوقه عن طريق إنتاج بحثٍ يُبيِّن أن المشكلة التي يعالجها أكثر انتشارا مما يظن الناس"!!

** "قبل إطلاق أي عقَّارٍ جديد بسنوات، يجب أن تُحدِّد شركات الأدوية و"مجموعات دعم المرضى" كيف يمكن أن تساعد الروابط القوية فيما بينهما في تحقيق أهداف الشركات وعلاماتها التجارية. ويرى مديرو المنتجات مجموعات دعم المرضى باعتبارها حلفاء للمساعدة في تحقيق أهداف العلامة التجارية، مثل زيادة الوعي بالمرض، وخلق الطلب لعلاجاتٍ جديدة، والمساعدة في تسهيل الحصول على ترخيصٍ لمنتجهم من هيئة الغذاء والدواء الاميركية".

** عندما كانت توصية "بعدم استخدام عقاقير التهاب المفاصل الغالية الثمن"، نشر – على سبيل المثال - تحالف مجموعات دعم مرضى التهاب المفاصل والجهاز العضلي الهيكلي خطابا لانتقاد التوصية في صحيفة "ذا تايمز"، ووقَّعه عشرة أساتذة في علم الأمراض الروماتيزمية". لماذا لقد كان نصف دخل ذلك التحالف من شركات الأدوية، ولم يذكر هذا التحالف أية كلمةٍ لانتقاد الصناعة المُموِّلة له فيما يتعلق بغلاء العقاقير"!!

** إن "الأغلبية العظمى من ميزانية الترويج الخاصة بشركات الأدوية تُنفَق على التأثير على الأطباء، وليس المرضى، وحوالي نصف هذا المبلغ يُنفَق على مندوبي مبيعات هذه الشركات... وقد وجدتْ مراجعة منهجية أن أغلبية طلاب كلية الطب لديهم علاقات مع مندوبي شركات الأدوية حتى قبل أن يتخرجوا في كلياتهم"!!

** إن "عشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية تُنفق سنويًّا، وما يبلغ حوالي ٦٠ مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، على تسويق الأدوية... والمدهش أكثر أن هذه الأموال يدفعها المرضى وتُموَّل بالكامل من الخزانة العامة، أو مدفوعات المرضى في شركات التأمين الطبي. وحوالي ربع الأموال التي تحصل عليها شركات الأدوية مقابل الأدوية التي تبيعها يتحوَّل إلى النشاط الترويجي الذي له، كما سنرى، التأثير الواضح على ما يصفه الأطباء من أدوية. إذًا، فنحن ندفع مقابل المنتجات بزيادةٍ ضخمة في السعر لتغطية ميزانيتها التسويقية"!!

هكذا هي بوضوح لعبة ترويج وتسويق الأدوية؛ لذلك فانسحاب "حيتان الرأسمالوية الدوائية" من محيط التوصل للقاح فاعل لمعالجة "فيروس كورونا" يترك الهرولة تجري فقط بين اللاعبين الصغار مع المؤسسات الحكومية المعنية بإنقاذ شعوبها؛ ومن هؤلاء اللاعبين المسموح لهم تأتي "مودرنا" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية، و"كلية جونز هوبكنز" للصحة العامة في ميريلاند، وشركة" Eli Lilly "بولاية إنديانا، و"سانوفي" و"مؤسسة معهد باستور" في فرنسا، و"المعهد التابع لجامعة كوينزلاند" في استراليا...إلخ

*****

"الرأسمالوية العولموية" الجشعة حين "يتعولم الوباء" الذي لا تنتهي دورته تنفتح شهيتها التي لا تشبع للربحوية المخيفة؛ أما إذا كان عائدا يمثل الفُتَات مجسداً في لقاحات جائحة مؤقتة بفيروس سينهار انتشاره بعد 18 شهرا حسب السيناريوهات المسبقة؛ فيترك ذلك الاستثمار في حقله إلى اللاعبين الصغار؛ وكل ذلك يكون على حساب المصابين والموتى من كبار السن والمتقاعدين.

إنه تقسيم الأدوار في عالم يتحكم في آليات تسييره جشع اكتناز الثروات الهائلة؛ حيث "حيتان صناعة الدواء" تراهم الآن زاهدين في "كعكة كورونا"؛ وهم يعرفون سيناريوهات استصناعه وهندسته الجينوية ... لذلك يتجاهلون الاستثمار في الوصول إلى اللقاح المطلوب!! فهل لقضية "فيرسة العالم" متابعة في حلقة أخرى... ربما!!



مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).